الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
الحديث المدبج
وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أخِهْ | مُدبَّج فاعرِفـهُ حَقـا وانتَخِه |
قوله:
(وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أَخِه... مُدبَّج فاعرِفهُ حَقا وانتَخِهْ).
وأما (المُدَبَّجُ)
![قال الزرقاني في شرح البيقونية ص84: سمِّي بذلك أخذاً من ديباجتي الوجه وهما الخدان لتساويهما وتقابلهما سواء كان المدبج بواسطة أم بدونها اهـ. </font><br> والمدبج أن يروي القرينان كل منهما عن صاحبه، قال ابن الملقن: كعائشة وأبي هريرة في الصحابة، والزهري عن عمر بن عبد العزيز وعكسه في التابعين ومالك والأوزاعي في أتباعهم، وأحمد عن ابن المديني وعكسه في أتباع الأتباع. اهـ المقنع 2/521.](/site/books.png)
رواية الأقران:
أما لو روى واحد عن الثاني ولم يرو الثاني عن الأول فإنه يسمى أقرانا، فالأقران رواية واحد عن قرينه، فإذا روى كل منهما عن زميله أصبح اسمه مدبجا، أي: أن هذا وجد أحاديث عند شيخ له ما وجدها الآخر عند شيخه.
فمثلا إذا كان عندنا الزميلان: عبد الإله ومحمد، زميلان في الوقت الواحد، ولكن عبد الإله اتصل بمشايخ حدَّث عنهم وما اتصل بهم محمد، فاحتاج محمد أن يروي تلك الأحاديث عن عبد الإله، فيقول: حدثنا عبد الإله عن شيخه فلان، وعبد الإله وجد أحاديث عند محمد عن مشايخ قد أدركهم ولكن ما روى عنهم تلك الأحاديث، فاحتاج أن يرويها عنهم بواسطة، فيقول: حدّثني زميلي محمد، عن شيخه فلان، وهو شيخهما، لكن ما استطاع أن يأخذ عنه هذا الحديث، أي أن كليهما قد أخذ عن ذلك الشيخ، ولكن محمد وجد عند ذلك الشيخ أحاديث ما بحث عنها عبد الإله، فلأجل ذلك انفرد بها، ولما سمعها عبد الإله عن زميله قال: فاتتني عن شيخي، فآخذها منك أي آخذها عن شيخي بواسطتك، وكذلك محمد وجد أحاديث عند عبد الإله عن شيخهما أيضا فقال: فاتتني تلك الأحاديث عن شيخي ما سمعتها منه، لكن آخذها منك وأرويها بواسطة زميلي للحاجة، فينزل درجة، فيقول: حدّثنا عبد الإله عن شيخنا فلان.
مسألة>